اقرأو هذي القصة الله يخليك تراها تبكي العين

سمير: خطفوا زوجتي وطفلي وسجنوني وعذبوني و... و...، نعم في السعودية!
بقلم صاحب المأساة: سامي سمير حسن
---------------------------------

بعد أن أعيتني السبل وهدني التعب ..

نداء لكل أصحاب الضمائر النابضة!!



الى جميع الجهات الرسمية و الأهلية في مملكة البحرين ..

الى جميع الجهات القانونية المختصة و الحقوقية الناشطة في بلدنا العزيز...

الى كل زوج..الى كل زوجة..الى صاحب كل أسرة يحبها بمقدار حبه لحياته ... ويجد نفسه مجسدة فيها ، ويستشرف عزته بها ..وينتظر مستقبل حياته من خلالها..

الى كل مسئول ينبض قلبه إحساسا بالمسئولية تجاه أبناء بلده الطيب الكريم المعطاء هذا ، ويقلقه أمر تشتت أسرة صغيرة من بلده على غير رضا منها ،غصبا وظلما وإفتراء ..

اليكم جميعا أنقل مأساتي التي أعيش ..علني أجد من يأخذ بيدي نحو باب من ابواب الخلاص، أو أن أوفق لمن يتحنن علي تحنن مشفق تمتد يده لمساعدتي وعائلتي من الضياع..

اليكم جميعا أحكي حكايتي ومعاناتي..

أنا شاب بحريني إسمي سامي سمير، تزوجت فتاة بحرينية تدعى نورة سلمان حشيش منذ عامين.. وحين تقدمت لخطبتها وسألت عن والدها ، أخبرت أنه قد توفى منذ كان عمر زوجتي ثلاث شهور ، حين غادر البحرين الى المملكة العربية السعودية (حيث أنه سعودي الجنسية) ثم أخبرهم أحد أصدقائه بعد فترة من سفره بأنه توفى هناك .

تزوجنا وعشنا حياة هادئة هانئة سعيدة ، كانت حمائم السعد لاتبرح باب أسرتنا الصغيرة، بل كنا نغبط أنفسنا على ما أنعم الله علينا به من نعمة الوفاق والتآلف، توجت حياتنا بعدها بمولودنا الأول "نواف" الذي أدخل على حياتنا المزيد من البهجة والسرور والسعادة..بقينا هكذا الى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم – حينها كان عمر طفلي أربعة أشهر- عندما لاحظت أحدهم يحوم حول باب منزلنا وعندما سألته عن حاجته ، أخبرني أنه يطلبني بشخصي ، وعرفني بنفسه أنه أخا زوجتي من والدها وأن والدها لم يمت بل هو مقيم في السعودية ، وبعد تأكدي من كافة الأوراق الثبوتية ومطابقة الأسم واللقب سمحت له بالدخول الى المنزل لالتقاء شقيقته والتعرف عليها والتحادث معها.

سافر هذا الأخ المدعو (سلمان محمد حشيش شراري) وعاد بعد ثلاثة أيام بصحبة والده ومجموعة من الاهل ، حيث تعرفت عليه والدة زوجتي من خلال وشم في إحدى يديه، فرحبنا به ، وعملت أنا على إحسان ضيافته ووفادته وحرصت على الترحيب به بكل الطرق والاساليب التي أستطيعها ، فيما أخبرنا هو أنه نادم على هجر إبنته وأسرته طيلة السنوات السبع والعشرين الماضية وأنه سيعمل على تعويضها ذلك الحرمان،وعلمنا فيما بعد أنه كان قد تزوج من زوجة أخرى في البحرين غير أم زوجتي وأنه عندما هرب من البحرين وغاب عن كلا زوجتيه الى السعودية وإدعى الوفاة ، تزوج هناك ثلاث زوجات أخريات،طبعا لم نكن نعلم بكل هذه التفاصيل حينها، حيث قضى معنا إسبوعا كاملا مرحبا به مشرفا معززا مكرما قبل أن يخبرنا أنه عازم على أخذ زوجتي مع طفلنا معه الى السعودية لتعريفها على أهلها هناك ، وأنه قد قام باستخراج تذكرة مرور لابنته قبل مجيئه الى البحرين (!!!) حتى تقوم باستلام جواز سفرها في المملكة العربية السعودية ، طبعا أنا لم أمانع ذلك ، لكني أصررت أن أسافر معهم كي لاتشعر زوجتي بالوحشة أو الغربة ،وكنت أحسب أنني أحسن صنعا ، وأننا سنحظى هناك بالحفاوة والتشريف وسط عزوة الأهل والأحباب..ولم أدري ماكان يحاك لي في ظهر الغيب.. وأخذتني حسن النية الى أن أسير حيث حيك لي..

فكان ذلك ، وسافرنا بمرافقة الأب الى منطقة ( القريات) الواقعة في السعودية قرب الحدود الأردنية ، حيث فوجئت بأقاربهم يقومون هناك بالهجوم علينا واختطاف زوجتي وطفلي مني من ، و قاموا بحبسي في منزل والدها لمدة خمسة عشر يوما، حيث عانيت طيلة تلك الأيام العصيبة صنوفا مختلفة من العذاب وسوء المعاملة والغلظة والقسوة بحجة إنتمائي للمذهب الشيعي الذي تعتبره أعراف قريتهم كفرا وخروجا عن الاسلام ، كما أخبرني كذلك بأنهم يعتبرون العقد الذي يربطني بزوجتي باطلا، وأن طفلنا هو إبن زنا، ثم قاموا بإبعاد الطفل عن والدته ، وبقينا كل في مكان معزول عن الآخر.

تمكنت بصعوبة من الهرب الى محطة الهاتف للاتصال بأهلي وإخبارهم بما جرى ، حيث قاموا بالاتصال بالسفارة السعودية في البحرين التي إتصلت بدورها بوالد زوجتي وأكدت عليه بضرورة إرجاع جواز سفري. وعدت الى البحرين ، وكان عندي أمل كبير أن أجد حلا سريعا لمشكلتي ، وأن ماحدث لايعدو أن يكون زوبعة في فنجان، وأن الأمور ستستقر عندي بعد أيام ..

ولكن..

ماحدث كان خلاف توقعي تماما.. فمنذ ذلك الحين الى يومنا هذا ، أي بعد مرور 9 شهور ، لم ازل أعيش بعيدا عن طفلي وزوجتي وحياتي في أسرتي..

حيث قضى طفلي بعيدا عن أمه ..مع جماعة من قبيلتهم ، الى أن تضرر الطفل وكاد أن يودى ببصره، بسبب سوء العناية والاهمال،وتدهورت صحته، وساءت حالته، وحين خشي عليه من الموت تم إرجاعه لوالدته التي تعاني الغربة والوحدة ، حيث لاتملك سوى أن الاتصال بي بين الحين والحين الآخر على غفلة منهم مستغيثة ومستنجدة ومستصرخة رافضة الحياة الغريبة عليها التي لم تعتدها، والعشرة التي لاتتلائم مع حياتها هنا في البحرين ، وتتوسل العودة لحياتها السعيدة هنا في البحرين، وأنا أقف مشلول اليدين ، خائر القوى ، حائر مثقل ، لااملك من أمري قرارا يعينني ..أطرق كل الأبواب فلا من يجيبني..

نعم لم أترك بابا الا وطرقته منذ اليوم الأول لعودتي..حيث نقلت ماحدث لي الى الصحافة فلم تنشر قضيتي ، ثم حاولت الكلام عبر الاذاعة فلم تعط لي الفرصة للتحدث، ثم قمت بارسال عدة خطابات لجهات رسمية وأهلية في البلاد لم تتجاوب أيا منها معي، علما بأني قمت بالاتصال بسفارة البحرين عندما كنت في السعودية فلم تتجاوب معي حيث قام بالرد على مكالمتي السكرتير ( عطية) هناك الذي أجابني بأن السفارة مختصة بالقضايا السياسية وليست فاضية للمشاكل العائلية ثم أقفل الهاتف في وجهي !!! ولست أدري أي دور تلعبه السفارة البحرينية في السعودية غير خدمة المواطن البحريني هناك إذا ماتعرض لما يهدد أمنه وكرامته!!!! وكيف يعتبر ماتعرضت له زوجتي من إختطاف وما لقيه إبني من إبعاد..وما عانته أسرتي من تشريد وتفكك ..كيف يعد كل هذا قضية تافهة لامحل لها في جدول أولويات سفارة البحرين المفترض فيها أن تكون العين الساهرة لحماية كل بحريني هناك !!!!!

قمت بعدها برفع شكوى في البحرين حيث صدر الحكم لصالحي ، فذهبت الى سفارة السعودية مصطحبا وثيقة الحكم ، الا أن السفارة أخبرتني بعجزها عن التدخل في هذا الموضوع ، وفي الحقيقة لست أدري أيضاً كيف سمحت السفارة السعودية باستصدار بطاقة المرور لزوجتي من قبل والدها دون علم زوجها ، حيث تم تقييدها في البطاقة باعتبارها ماتزال طالبة، ولست أدري أهو تواطؤ غير قانوني أم انه تصرف غير مسئول من قبل السفارة السعودية هنا !!!!

على إثرها قمت بارسال خطابات عدة الى عدة جهات كوزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة العمل قسم الشئون الاجتماعية، مجلس الشورى، التحقيقات الجنائية، وعدد من الجهات الرسمية والأهلية في البلاد..الا أن محاولاتي جميعها جائت كالعادة بدون جدوى..



ختاما..

وبعد أن أخذ التعب مني كل مأخذ .. وعجزت حيلتي فلم أعد أعلم أي الطرق أسلك وأي الأبواب أطرق ..

لم يبق لي سوى امل واحد بعد أملي بالله، بأن أحصل على عناية كريمة مسئولة من أصحاب السلطة الأفاضل في البلاد ، ممن في يدهم القدرة على التدخل لحل مشكلتي وإعادة القلب النابض لأسرتي كي يتسنى لي من جديد لم شمل أسرتي المشردة.. واسترجاع زوجتي الحبيبة المختطفة الأسيرة هناك ..وإحتضان طفلي الصغير "نواف" ولمه بين يدي مرة ثانية، أقبله وأشم عبير طفولته الساحرة ، واراقب براءة حركاته وسكناته .. بعد أكثر من 9 شهور من الفراق والألم والبعد !!!!



سامي سمير حسن

هاتف 624649

1481 طريق3336 الرفاع 933

05-15-2002, 04:04 PM