ابو وائل ابو وائل
عدد الرسائل : 673 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: مالك الملك الجمعة ديسمبر 05, 2008 2:55 am | |
| مالك الملك حديث قدسي عن رب العزة سبحانه:- " أنا الله لا إله إلا أنا مالك المُـلك ومـَـلك الملوك قلوب الملوك في يدي وان العباد إذا أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة وأن العباد إذا عصوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة فساموهم سوء العذاب فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء علي الملوك ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتقرب أكفكم ملوككم " رواه الطبراني في الأوسط أبي الدرداء . فمالك المُلك هو الملك الحقيقي المتصرف بما شاء ايجادا وإعداما احياءاً وإماتةً وتعذيباً واثابة من غير مشارك ولا ممانع فهو رب العرش الكريم قال الله تعالى : "فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ "المؤمنون116 فتعالى الله الملك المتصرف في كل شيء، الذي هو حق، ووعده حق، ووعيده حق، وكل شيء منه حق، وتَقَدَّس عن أن يخلق شيئًا عبثًا أو سفهًا، لا إله غيره ربُّ العرشِ الكريمِ، الذي هو أعظم المخلوقات. وقال تعالى : ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) فهو الموصوف ، بصفة الملك ، وهي صفات العظمة والكبرياء ، والقهر والتدبير ، الذي له التصرف المطلق ، في الخلق والأمر والجزاء . وله جميع العالم ، العلوي والسفلي ، كلهم عبيد ومماليك ، ومضطرون إليه .فهو الرب الحق ، الملك الحق ، الإله الحق ، خلقهم بربوبيته ، وقهرهم بملكه ، واستعبدهم بالإهيته وهو رب الناس ملك الناس إله الناس وقد اشتملت هذه الإضافات الثلاث على جميع قواعد الإيمان وتضمنت معاني أسمائه الحسنى ، الذي يضل من يشاء ، ويهدي من يشاء ، ويسعد من يشاء ، ويشقى ويعز من يشاء ، ويذل من يشاء وفي قوله تعالي:- "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "آل عمران26 قل -أيها النبي متوجها إلى ربك بالدعاء-: يا مَن لك الملك كلُّه, أنت الذي تمنح الملك والمال والتمكين في الأرض مَن تشاء مِن خلقك, وتسلب الملك ممن تشاء, وتهب العزة في الدنيا والآخرة مَن تشاء, وتجعل الذلَّة على من تشاء, بيدك الخير, إنك -وحدك- على كل شيء قدير. وفي الآية إثبات لصفة اليد لله تعالى على ما يليق به سبحانه. وأما (الملك ) فهو الآمر ، الناهي ، المعز ، المذل ، الذي يصرف أمور عباده كما يجب ، ويقلبهم كما يشاء ، وأما (الإله) : فهو الجامع لجميع صفات الكمال وإن اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى فقد تضمنت هذه الأسماء الثلاثة جميع معاني أسمائه الحسنى فكان المستعيذ بها جديراً بأن يعاذ ويحفظ ويمنع من الوسواس الخناس ولا يسلط عليه .وإذا كان وحده هو ربنا ، وملكنا ، وإلهنا ، فلا مفزع لنا من الشدائد سواه ، ولا ملجأ لنا منه إلا إليه ، ولا معبود لنا غيره فلا ينبغي أن يدعى ، ولا يخاف ، ولا يرجى ، ولا يحب سواه ، ولا يذل لغيره ، ولا يخضع لسواه . ولا يتوكل إلا عليه لأن من ترجوه ، وتخافه ، وتدعوه ، وتتوكل عليه إما أن يكون مربيك والقيم بأمورك ومتولي شأنك وهو ربك فلا رب سواه ، أو تكون مملوكه وعبده الحق فهو ملك الناس حقاً وكلهم عبيده ومماليكه ، أو يكون معبودك وإلهك الذي لا تستغني عنه طرفه عين بل حاجتك إليه أعظم من حاجتك إلى حياتك ، وروحك ، وهو الإله الحق إله الناس الذي لا إله لهم سواه فمن كان ربهم وملكهم ، وإلههم فهم جديرون أن لا يستعيذوا بغيره ، ولا يستنصروا بسواه ، ولا يلجؤا إلى غير حماه فهو كافيهم ، وحسبهم ، وناصرهم ووليهم ، ومتولي أمورهم جميعاً بربوبيته ، وملكه ، وإلهيته لهم . فكيف لا يلتجئ العبد عند النوازل ونزول عدوه به إلى ربه ومالكه وإلهه ، فهو تعالي الذي يدخل الليل في النهار ويدخل النهار في الليل وفي قوله تعالي:- "يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ "فاطر13 واللهُ يدخل من ساعات الليل في النهار, فيزيد النهار بقَدْر ما نقص من الليل, ويُدخل من ساعات النهار في الليل, فيزيد الليل بقَدْر ما نقص من النهار, وذلل الشمس والقمر, يجريان لوقت معلوم, ذلكم الذي فعل هذا هو الله ربكم له الملك كله, والذين تعبدون من دون الله ما يملكون مِن قطمير, وهي القشرة الرقيقة البيضاء تكون على النَّواة. إذا أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة فبالطاعة تكون المحبة وتأليف القلوب كما جاء في القرآن الكريم فعلي سبيل المثال :- 1- فتأليف القلوب يكون بيد الله تعالي في قوله تعالي:-"وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "الأنفال63 جَمَع بين قلوبهم بعد التفرق, لو أنفقت مال الدنيا على جمع قلوبهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا ولكن الله جمع بينها على الإيمان فأصبحوا إخوانًا متحابين, إنه عزيز في مُلْكه, حكيم في أمره وتدبيره. 2- فبطاعة الله تعالي أيضاً فلا يكون تنازع ولا فشل ولا يكون ضعف ولا خزلان ولكن بالصبر علي طاعة الله تعالي لأن الله سبحانه وتعالي يكون مع الصابرين في قوله تعالي:- "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "الأنفال46 والتزموا طاعة الله وطاعة رسوله في كل أحوالكم, ولا تختلفوا فتتفرق كلمتكم وتختلف قلوبكم, فتضعفوا وتذهب قوتكم ونصركم, واصبروا عند لقاه العدو. إن الله مع الصابرين بالعون والنصر والتأييد, ولن يخذلهم. 3- فبطاعة الله تعالي ورسوله شرط لقبول العمل الصالح في قوله تعالي:- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ "محمد33 يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه أطيعوا الله وأطيعوا الرسول في أمرهما ونهيهما, ولا تبطلوا ثواب أعمالكم بالكفر والمعاصي. 3- الذين أمنوا عليهم طاعة الله تعالي عن طريق استجابتهم لما دعاهم الله تعالي واتباع سُنة الرسول صلي الله عليه وسلم ذلك يؤدي إلي إحياء القلوب أي لدين الحق وفي قوله تعالي:- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ "الأنفال24 يا أيها الذين صدِّقوا بالله ربًا وبمحمد نبيًا ورسولا استجيبوا لله وللرسول بالطاعة إذا دعاكم لما يحييكم من الحق, ففي الاستجابة إصلاح حياتكم في الدنيا والآخرة, واعلموا -أيها المؤمنون- أن الله تعالى هو المتصرف في جميع الأشياء, والقادر على أن يحول بين الإنسان وما يشتهيه قلبه, فهو سبحانه الذي ينبغي أن يستجاب له إذا دعاكم; إذ بيده ملكوت كل شيء, واعلموا أنكم تُجمعون ليوم لا ريب فيه, فيجازي كلا بما يستحق. وأن العباد إذا عصوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة فساموهم سوء العذاب أي أن المعصية تحول القلب من التآلف والمحبة إلي السخط والنقمة منه تعالي فنتعلم أن رب العالمين بقدرته يعلم كل الأعمال الحسنة والسيئة فعلي كل مؤمن أن يستشعر عند الوقوع في أي ذنب ويستشعر أن كل الخير منه تعالي وأي سوء فهو من أنفسنا ومن الشيطان عندما ننقاد إليه أي علينا أن نتدبر الأمر ونستشعر أن ذنوبنا هي التي تدخلنا في مرتبة ختم علي القلب وسخط الله تعالي فعلي سبيل المثال:- 1- ختم علي القلب يكون نوع من أنواع سخط الله تعالي ففي قوله تعالي:- "خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ "البقرة7 طبع الله على قلوب هؤلاء وعلى سمعهم, وجعل على أبصارهم غطاء; بسبب كفرهم وعنادهم مِن بعد ما تبيَّن لهم الحق, فلم يوفقهم للهدى, ولهم عذاب شديد في نار جهنم. 2- الطبع علي نور البصيرة القلبية يعتبر نوعاً من أنواع سخط الله تعالي في قوله تعالي:- "..... أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ "الأعراف100 أن لو نشاء أصبناهم بسبب ذنوبهم كما فعلنا بأسلافهم, ونختم على قلوبهم, فلا يدخلها الحق, ولا يسمعون موعظة ولا تذكيرًا؟ فطوبي لمن أنصف ربه فأقر له بالجهل في علمه والآفات في عمله والعيوب في نفسه والتفريط في حقه والظلم في معاملته ، فإن أخذه بذنوبه رأي عدله وإن لم يؤاخذه بها رأي فضله وإن عمل حسنة رآها من منته وصدقته عليه فإن قبلها فمنة وصدقة ثانية أي نتعلم أن المؤمن لا يري ربه إلا محسنا ولا يري نفسه إلا مسيئاً أو مفرطاً أو مقصراً فيري كل ما يسره من فضل ربه عليه وإحسانه إليه وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه. "ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتقرب أكفكم ملوككم" فبذكر الله تعالي يكون علي المؤمنين الثبات والتقرب إلي ذكر الله كثيراً فبذلك يكون تحقيق الفلاح وذلك في قوله تعالي:- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ "الأنفال45 يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, إذا لقيتم جماعة من أهل الكفر قد استعدوا لقتالكم, فاثبتوا ولا تنهزموا عنهم, واذكروا الله كثيرًا داعين مبتهلين لإنزال النصر عليكم والظَّفَر بعدوكم; لكي تفوزوا. فقال تعالي " فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ "غافر16 فتنزَّه الله - سبحانه - وارتفع, وتقدَّس عن كل نقص, الملك الذي قهر سلطانه كل ملك وجبار, المتصرف بكل شيء, الذي هو حق, ووعده حق, ووعيده حق, وكل شيء منه حق. ومعناه أنه صاحب المُلك والمَلكوت ، المُستغني في ذاته وصفاته عن كل ما سِواه ، المحتاج إليه كل ما عَدَاه ، سبحانه وتعالي ، يملك الحياة والموت والبعث والنشور . وليتذكر الذاكرون قول الحق يوم القيامة عقب النفخة الأولي " لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ"غافر16 ولما لم يُجبه أحد أجاب نفسه بنفسه " لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ" وذاكر هذا الاسم إذا دخل علي ظالم ذل لوقته وليثابر بذكر الاسم رويداً رويداً فسرعان ما ينطلق اللسان ويسهل النطق وتشرق أنوار الذكر وإذا دخل النور القلب انشرح الصدر. بل أنا الله الذي أقدرت كل شئ رغم هذا لكم أعمالكم السيئة ومخالفتكم لأحكامي وخروجكم علي طاعتي وعدم امتثالكم قوانين شرعي أخذكم بسنن أنبيائي والذي ينفعكم ويدفع عنكم ما أنتم فيه هو الإنابة إلي والتوبة مما اقترفتموه من الذنوب والمعاصي واخلاص نياتكم في أعمالكم ورد المظالم إلي أهلها واطاعة أنبيائكم فتقربوا إلي بالأعمال الصالحة أكفكم ملوك السوء وأعصمكم من العدو أغدق عليكم الخيرات والأرزاق وأوفقكم للمبرات أبارك لكم الأولاد والأموال. فكان عن هشام بن عبد الله وسالم بن عبد الله بن عمر في مدي استشعارهم بأنه تعالي مالك الملك عندما حج هشام أيام خلافته ، فدخل الكعبة فوجد فيها سالم فقال الخليفة : يا سالم سلني حاجة ... فقال له سالم : إني لأستحي من الله أن أسأل في بيته غيره . فلما خرج سالم من الكعبة خرج هشام في أثره وقال له الآن خرجت من بيت الله ... فسلني حاجة فقال سالم من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟ فقال هشام : من حوائج الدنيا فقال سالم : إني ما سألت الدنيا من يملكها .... فكيف أسألها من لا يملكها؟ وفي قوله تعالي:- "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"آل عمران26 الحمد لله الذي أنشأ وبرأ ، وخلق الماء والثري ، وأبدع كل شئ وذري ، رفع بقدرته السماء ، وأجري بحكمته الماء ، وعلم آدم الأسماء لا يغيب عن سمعه وبصره دبيب النمل إذا سري ، يعلم السر وأخفي ، ويسمع أنين المضطر ، ويري ، لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ، ولا في السماء ، اصطفي آدم ثم تاب عليه وهدي فسبحان من قدمنا علي الناس ، وسقانا من القرآن أروع كأس | |
|