اراك عصي الدمع

عدد الرسائل : 21

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

قصيدة

1 أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبـرُ
2 أمَا لِلْهَوَى نَهْـيٌ عَلَيْـكَ وَلا أمْـرُ ؟
3 بَلى ، أنَا مُشتَاقٌ ، وَعِنْـديَ لَوْعَـةٌ
4 وَلَكِـنّ مِثْلـي لا يُـذَاعُ لَـهُ سِــرُّ
5 إذا اللّيلُ أضْوَاني بَسَطتُ يدَ الهَـوَى
6 وَأذْلَلْتُ دَمْعـاً مـن خَلائقـهِ الكِبْـرُ
7 تَكادُ تُضِيءُ النّـارُ بيـنَ جَوَانِحِـي
8 إذا هـيَ أذْكَتْهَـا الصّبَابَـةُ والفِكْـرُ
9 مُعَلّلَتي بالوَصْلِ ، وَالمَـوْتُ دُونَـهُ
10 إذا مِتُّ ظَمْآنـاً فَـلا نَـزَل القَطْـرُ
11 حَفِظْـتُ وَضَيَّعْـتِ المَـوَدّةَ بَيْنَنَـا
12 وأحسنُ ، مِن بَعضِ الوَفاءِ لكِ العُـذْرُ
13 وَمَـا هَـذِهِ الأيّـامُ إلاّ صَحَـائِـفٌ
14 لأَحرُفِها ، مِنْ كَـفّ كاتِبهـا ، بَشْـرُ
15 بنَفسي مِنَ الغَادِينَ فِي الحَـيّ غَـادَةً
16 هَوَايَ لهَـا ذَنْـبٌ ، وَبَهْجَتُهـا عُـذْرُ
17 تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فِـيَّ ، وإنَّ لِـي
18 لأُذْناً بِهَا ، عَنْ كُـلّ وَاشِيَـةٍ ، وَقـرُ
19 بَدَوْتُ ، وَأهْلي حَاضِرُونَ ، لأنّنـي
20 أرَى أنّ دَاراً ، لَسْتِ مِنْ أهلِها ، قَفْـرُ
21 وَحَارَبْتُ قَوْمي فِي هَوَاكِ ، وإنّهُـمْ
22 وَإيّايَ ، لَوْلا حُبّكِ ، المَـاءُ وَالخَمـرُ
23 فإنْ يَكُ مَا قَالَ الوُشَـاةُ وَلْـمُ يَكُـنْ
24 فقَدْ يَهدِمُ الإيِمَـانُ مَـا شَيّـدَ الكُفـرُ
25 وَفَيتُ ، وفِي بَعـضِ الوَفَـاءِ مَذَلّـةٌ
26 لآنِسَةٍ فِـي الحَـيّ شِيمَتُهَـا الغَـدْرُ
27 وَقُورٌ ، وَرَيْعَـانُ الصِّبَـا يَسْتَفِزّهـا
28 فَتَأْرَنُ ، أحْيَانـاً ، كمَـا أرِنَ المُهْـرُ
29 تُسَائِلُني : مَنْ أنتَ ؟ وَهـيَ عَلِيمَـةٌ
30 وَهَلْ بِفَتىً مِثْلي عَلى حَالِـهِ نُكـرُ ؟
31 فَقُلتُ كمَا شاءَتْ وَشَاءَ لَهَـا الهَـوَى
32 قَتِيلُكِ ! قالَـتْ : أيّهُـمْ ؟ فهُـمُ كُثـرُ
33 فَقُلْتُ لَهَا : لَوْ شِئْـتِ لَـمْ تَتَعَنّتـي
34 وَلَمْ تَسألي عَني وَعِنْـدَكِ بـي خُبـرُ
35 فَقَالَتْ : لَقد أزْرَى بكَ الدّهرُ بَعدنـا
36 فَقُلتُ : مَعاذَ الله بَل أنـتِ لا الدّهـرُ
37 وَما كانَ للأحزَانِ ، لَوْلاكِ ، مَسلَـكٌ
38 إلى القَلْبِ ، لكِنّ الهَوَى للبِلى جسـرُ
39 وَتَهْلِكُ بَينَ الهَـزْلِ والجِـدّ مُهجَـةٌ
40 إذا مَا عَداها البَيـنُ عَذّبَهـا الهَجْـرُ
41 فَأيْقَنْتُ أنْ لا عِـزّ بَعـدي لعاشِـقٍ
42 وَأنّ يَـدِي مِمّـا عَلِقْـتُ بِـهِ صِفْـرُ
43 وَقَلّبْتُ أمْـرِي لا أرَى لـي رَاحَـةً
44 إذا البَينُ أنْسَانـي ألَـحّ بـيَ الهَجْـرُ
45 فَعُدْتُ إلى حكـمِ الزّمـانِ وَحكمِهـا
46 لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى بِهِ وَلـيَ العُـذْرُ
47 كَأنـي أُنَـادي دُونَ مَيْثَـاءَ ظَبْيَـةً
48 على شَـرَفٍ ظَمْيَـاءَ جَلّلَهـا الذّعـرُ
49 تَجَفّـلُ حِينـاً ، ثُـمّ تَرْنُـو كَأنّهـا
50 تُنادي طَلاً بالـوَادِ أعجَـزَهُ الحُضْـرُ
51 فَلا تُنْكِرِيني ، يَابْنَـةَ العَـمِّ ، إنّـهُ
52 ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَـدْوُ وَالحَضْـرُ
53 وَلا تُنْكِرِيني ، إنّنـي غَيـرُ مُنْكَـرٍ
54 إذا زَلّتِ الأقْدامُ ، وَاستُنـزِلَ النَّصْـرُ
55 وَإنـي لـجَـرّارٌ لِـكُـلِّ كَتيـبَـةٍ
56 مُعَـوَّدَةٍ أنْ لا يَخِـلَّ بِهَـا النّـصـر
57 وَإنـي لَنَـزّالٌ بِـكُـلِّ مَخُـوفَـةٍ
58 كَثِيرٌ إلـى نُزّالِهَـا النّظَـرُ الشَّـزْرُ
59 فَأَظمأُ حتَّى تَرْتَوي البِيـضُ وَالقَنَـا
60 وَأسْغَبُ حتَّى يَشبَـعَ الذّئـبُ وَالنِّسـرُ
61 وَلا أُصْبِحُ الحَـيَّ الخَلُـوفَ بِغَـارَةٍ
62 وَلا الجَيشَ مَا لَمْ تأتِـه قَبلـيَ النُّـذْرُ
63 وَيا رُبَّ دَارٍ ، لَمْ تَخَفْنـي ، مَنِيعَـةٍ
64 طَلَعتُ عَلَيْهَا بالرّدى ، أنـا وَالفَجـرُ
65 وَحَيٍّ رَدَدْتُ الخَيـلَ حَتَّـى مَلكتُـهُ
66 هَزِيمـاً وَرَدّتْنـي البَرَاقِـعُ وَالخُمْـرُ
67 وَسَاحِبَةِ الأذْيـالِ نَحـوي ، لَقِيتُهَـا
68 فَلَمْ يَلقَهـا جَافِـي اللّقَـاءِ وَلا وَعْـرُ
69 وَهَبْتُ لَهَا مَا حَـازَهُ الجَيـشُ كُلَّـهُ
70 وَرُحْتُ وَلَمْ يُكشَـفْ لأبْياتِهـا سِتـرُ
71 وَلا رَاحَ يُطْغِينـي بأثْوَابِـهِ الغِنـى
72 وَلا بَاتَ يَثْنيني عَـنِ الكَـرَمِ الفَقْـرُ
73 وَما حَاجَتي بالمَـالِ أبْغـي وُفُـورَهُ
74 إذا لَمْ أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَـرَ الوَفْـرُ
75 أُسِرْتُ وَما صَحبي بعُزْلٍ لدى الوَغى
76 وَلا فَرَسي مُهـرٌ ، وَلا رَبُّـهُ غُمْـرُ
77 وَلكِنْ إذا حُمّ القَضَاءُ على امـرِىءٍ
78 فَلَيْـسَ لَـهُ بَـرٌّ يَقِيـهِ ، وَلا بَحْـرُ
79 وَقالَ أُصَيْحَابي : الفِرَارُ أوِ الرَّدى ؟
80 فقُلتُ : هُمَا أمـرَانِ ، أحلاهُمـا مُـرّ
81 وَلَكِنّنـي أمْضِـي لِمَـا لا يَعِيبُنـي
82 وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهمـا الأسْـرُ
83 يَقُولونَ ، لي : بِعتَ السّلامَةَ بالرّدى
84 فَقُلْتُ : أمَا وَالله ، مَـا نَالَنـي خُسْـرُ
85 وَهَلْ يَتَجَافَى عَنـيَ المَـوْتُ سَاعَـةً
86 إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْـرُ وَالضّـرُّ ؟
87 هُوَ المَوْتُ ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه
88 فلَمْ يَمُتِ الإنسانُ مـا حَيِـيَ الذكـرُ
89 وَلا خَيرَ فِي دَفْـعِ الـرّدَى بِمذَلّـةٍ
90 كمَا رَدّهَا ، يَوْمـاً بِسَوْءَتِـهِ عَمـرُو
91 يَمُنّـونَ أنْ خَلّـوا ثِيَابـي ، وَإنّمَـا
92 عَليّ ثِيَـابٌ ، مـن دِمَائِهِـمُ ، حُمْـرُ
93 وَقَائِمُ سَيْـفٍ فيهِـمُ انْـدَقّ نَصْلُـهُ
94 وَأعقابُ رُمحٍ فيهِـمُ حُطّـمَ الصّـدرُ
95 سَيَذْكُرُنـي قَوْمـي إذا جَـدّ جدّهُـمْ
96 وفِي اللَّيْلَـةِ الظَلْمَـاءِ يُفْتَقَـدُ البَـدْرُ
97 فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الـذي يَعْرِفُونَـه
98 وَتِلْكَ القَنَا والبِيضُ والضُّمّـرُ الشُّقـرُ
99 وَإنْ مِـتّ فالإنْسَـانُ لا بُـدّ مَيّـتٌ
100 وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ ، وَانْفَسَـحَ العمـرُ
101 وَلَوْ سَدّ غَيرِي ما سددتُ اكتفَوْا بـهِ
102 وَما كانَ يَغلو التّبرُ لَوْ نَفَـقَ الصُّفْـرُ
103 وَنَحْـنُ أُنَـاسٌ ، لا تَوَسُّـطَ عِنْدَنَـا
104 لَنَا الصّدرُ ، دُونَ العالَمينَ ، أو القَبرُ
105 تَهُونُ عَلَيْنَا فِـي المَعَالـي نُفُوسُنَـا
106 وَمَنْ خَطَبَ الحَسناءَ لَمْ يُغلِها المَهـرُ
107 أعَزُّ بَني الدّنْيَا وَأعْلَـى ذَوِي العُـلا
108 وَأكرَمُ مَن فَـوقَ التـرَابِ وَلا فَخْـرُ

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اسعدنا اختياركم للقصيده فهذا يدل عن زؤكم الرائع الذى يعبر عن احساسكم الرائع
اسعدنا مشاركتم الطيبه اخى الكبير ابو ياسر
ونتمنى المزيد والمزيد
جزاكم الله كل خير
[/size][size=25]